الأم .... الأب ...؟!!!
قالت :
من أكثر حباً للأبناء ... الأم ... ام الأب ؟.. إننا دائماً نربط بين الأمومه والعاطفه .. ونستبعد عادة الأبوه من هذه المنطقه .. هل صحيح أن الأمومة أكثر إحساساً من الأبوه ؟؟
قلت :
الأم عادة أكثر ارتباطاً بالأبناء ولذلك أسباب كثيره .. إن هناك علاقه خاصه ومميزه جداً بين الأم والأبناء ... فهي التي حملت .. وهي التي ولدت .. وهي التي أرضعت .. أي أن هناك جوانب ملموسه تماماً بين الأم والأبناء . والأم هي التي تحتضن الأبناء في فترات تكوينهم الأولى .. إنها الطائر الذي يحمل الدفء للصغار ويدافع عنهم ويحميهم من صقيع الأيام ووحشة الفصول . والأم هي المنطقة الحانية في العلاقات الإنسانيه .. إنها منطقة الأمان والسكينة والرحمه .. ولهذا فهي الأقرب للأبناء في مراحل العمر الأولى .. وهي الفترة التي تشكل فيها مشاعرهم وتنمو فيها عواطفهم .
قالت : وماذا عن الرجل ؟ .... ماذا عن الأب ؟؟
قلت : الأب هو الجندي المجهول في المعركة ... إنه الغائب الحاضر .
هو الذي يتحمل المسؤليات المادية وهي من أهم الجوانب في حياة الإنسان . والأب هو الذي يمثل الحماية من بعيد .. إنه الطائر الذي يسافر مئات الأميال لكي يأتي بالطعام لهؤلاء الصغار الذين يعيشون في دفء أمهاتهم ... ولا أحد يدري رحلة البحث عن هذا الطعام هل كانت شاقه ؟ أم مريحة ؟ وكم مرة تعرض فيها للأخطار ؟؟؟؟
إن الصغار يجلسون على مائدة الطعام وهم لا يدركون ماذا دفع الأب في سبيـــــــــــل ذلك ..!!!!!
والأب هو الوجه الحاسم في جوانب التربيه ... وهذا الوجه يجد رفضاً من الأبناء في أحيان كثيره !!! إنه يريد تربية الأبناء كما يحب ... كما يريد .. وربما أصطدم ذلك مع رغباتهم وطيشهم وحبهم للحياة ... ولكنه يحاول أن يكون الموجّه والقائد لسفينه حتى تصل إلى بر الأمان ..
وإذا كانت الأمومه هي الدفء والمحبه ...
فإن الأبوة هي العطاء ...
وإذا كانت الأمومه هي الحنان ...
فإن الأبوه هي الأمن ...
وإذا كانت الأمومه هي المشاعر الدافئة في مراحل التكوين الأولى ...
فإن الأبوه هي التوجيه السليم في مراحل العمر الأخرى ..
ولهذا لا يمكن لنا أن نفصل مشاعر الأمومة والأبوة ... ونقول ان الأمومة هي الأعمق ... لأن المسئولية مشتركة ولا يمكن أبداً التفريق بين دور الأم ودرو الأب ..
وليست هناك قاعدة ثابته في شيء ..
ما أكثر الآباء الذين تنكروا لأبنائهم وبيوتهم وتركوهم في العراء ... وليس معنى ذلك أن كل أب سييء ... وما اكثر الأمهات اللاتي تركن العش الصغير وفيه الصغار يموتون جوعاً .. ولم نقل أيضاً أن كل أم سيئه ... هناك نماذج بشريه مختلفه ..
وهذه لا يمكن أن تكون مقياساً للحياة ... إن الأبوة أحياناً تكون أعمق بكثير في كل جوانب العطاء من الأمومة ...
وما أكثر الأمهات اللاتي دفعن العمر بسخاء من أجل سعادة الأبناء ...
ولهذا من الخطأ أن نقول إن الأمومة هي العطاء والعاطفة وحدها ...!!!
وأن الأبوة بعيدة عن كل العواطف . هناك آباء قاموا بدور الأم والأب معاً ... وهناك أمهات قمن بدور الأب والأم معاً ... والكل كان يسعى لشيء جميل اسمه العطاء الصادق .
الحب لا يعرف الأمومة والأبوة لأنه وعاء للجميع ... ومن الخطأ أن نحاول إيجاد قواعد ثابته للعلاقات الإنسانيه خاصة إذا كانت على هذه الدرجة العالية من الحساسية ..
إذا كانت الأمومة هي الحنان .... فالأبوة هي الأمان ....
وسلامتكم جميعا ،،،