من قصص جدي

سطور قد لاتعني لكم الكثير وقد تقرأونها وتنسونها
لكنها تضم ذكرياتٍ هيهات لي ان أنساها
.....
لازلتُ أذكر حين كُنا نجتمع أنا وأخواتي
وأبناء عمومتي وبناتهم حول جدي ليالي حرب الخليج الاولى
ليحكي لنا قصصأً وحكايات عن العرب القدماء

كنتُ حينها طفلةً لكن كلامه كان يشدني وكنتُ أعشق
الاستماء إليه وهو يروي لنا عن طُرف جُحا وحكايا ألف ليلةٍ
وليله وعن كليله ودمنه وغيرها من قصص الشعوب

من بين تلكَ القصص قصةٌ طريفه عن رجلين من البصره
الحكايةُ تدور حولين صديقين من مدينة البصره وسأحاول ان أسردها
لكم بأسلوبي الخاص وأرجو أن تنال أعجابكم

يُحكى ان صديقين كانا يسيران معاً على ضفاف شط
العرب فأخذا يتحدثان عن أيام شبابهما وكيف كانا وسيمين
ويتمتعان بنعم كثيره وكيف أصبحا عجوزين يفتقران لكثير من النعم
فأحب أحدهما أن يُثبت للأخر انه لازال يتمتع بتلك النعم ولازال
قويا فقال لصديقه: انظر لتلك الباخرة هناك ان تمكنتَ من قراءة اسمها
سأصدقُ بانك لاتزال تتمتع بما تمتعت به ايام الشباب فأجابه
صديقه بسؤال آخر وقال: وهل تستطيع أن تقرأ انت اسمها؟؟ فقال له نعم.
لكنه ماكان ليصدق صاحبه لان بصره ضعيف وكيف له أن يتأكد فأتفقا على أن
يلتقيا صباح اليوم التالي ويُحضران شاهدا من المارة ليؤكد لهما اسم السفينه
الصديق الأول الذي تحدى الثاني لم يكن يعرف اسم الباخرة الحقيق فهو أيضا ضعيف البصر
كصاحبه فقرر ان يتسلل ليلا الى الشاطيء وان يسأل أحد المارة عن اسمها
وبالفعل فعل وعرف ان اسم الباخرة هو اميرة البحر
الرجل الثاني عرف بأنه صدقه سيسأل عن الباخرة فأراد ان يكون أكثر دهاءا وأشطر
منه فأستأجر قارباً صغيرا وحين اقترب من الباخرة قرأ اسمها وحفظ اسم
الخطاط الذي كتب الاسم وعاد الى بيته
في صباح اليوم الثاني التقيا وعلى الموعد ووقفا بجانب بعضهما فقال
الاول للثاني هل تستطيع أن تقرأ لي اسم الباخره
فقال له نعم اسمها أميرة البحر فتعجب الرجل الاول
ثم نظر اليه الرجل الثاني وقال وهل تستطيع أن تقرأ اسم الخطاط؟؟
فأجابه بلا فقال له إنه احمد عبدالله
تعجب الرجل الاول من دهاء وشطارة صاحبه فسألا أحد المارة كما اتفقا
وقالا له اليست هذه باخرة اميرة البحر واسم الخطاط فلان ابن فلان
ضحك الرجل المار وقال لا انها باخرة الجنوب باخرة أميرة البحر انطلقت هذا الفجر
هههههههه
أتمنى أن تكون الحكاية قد نالت إعجابكم

رائعة يا فراشة المنتدى ساهديك بعض الكلمات
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح ..