خطاب أوباما والانسحاب الامريكي

اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الأربعاء، بما قامت به الولايات المتحدة في العراق، رغم "الكلفة الباهظة" التي ترتبت عنها، وفيما لفت الى ان "انهاء الحرب أصعب من بدئها"، قال ان الولايات المتحدة تترك وراءها عراقا ذا سيادة ومستقلا يعتمد على نفسه مع حكومة انتخبها شعبها.

وأشار اوباما في حفل بمناسبة الانسحاب الاميركي الاخير من العراق بحضور الجنود العائدين الى "الكلفة الباهظة" للحرب، مضيفاً ان "على الولايات المتحدة أخذ العبرة من ذلك النزاع الذي أدى الى انقسامات عميقة في السياسة الاميركية والعالمية".

وأكد الرئيس الاميركي الذي جعل من أهدافه الرئيسة منذ بداية ولايته انهاء الوجود الاميركي الذي استمر نحو 9سنوات على ان "انهاء الحرب اصعب من بدئها"، لافتاً الى ان "كل ما قام به الجنود الاميركيون في العراق وكل القتال والموت والنزيف والبناء والتدريب وابرام الشراكات- قادنا الى لحظة النجاح هذه".

وتابع الرئيس الذي احاط به جنود الفرقة 82 المجوقلة وهم يرتدون القبعات الحمر في نورث كارولاينا "اننا نترك وراءنا عراقا ذا سيادة ومستقلا ويعتمد على نفسه مع حكومة ممثلة للجميع انتخبها شعبها"، مضيفا اننا "نبني شراكة جديدة بين بلدينا وننهي الحرب بمسيرة أخيرة نحو الوطن".

واشار اوباما الى "التكلفة الباهظة" للحرب بما فيها مقتل اكثر من 4500 جندي اميركي في العراق"، داعياً الى "الصلاة من اجل جميع العائلات التي خسرت أحد أحبائها لانهم جميعا جزء من الاسرة الاميركية الاوسع".

وكانت صحيفة "إنفورمايشين كليرينغ هاوس" (Information Clearing House) الأميركية ذكرت في إحصاء نشر على موقعها في 4 تشرين الاول 2011 ان 4794 جندياً أميركياً سقطوا منذ بداية الحرب على العراق في العام 2003 فيما بلغ عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا خلال الفترة نفسها نحو مليون ونصف وفق إحصاءات رسمية معترف بها"، بحسب تعبير الصحيفة، فيما أشارت إلى أن "كلفة الحرب التي تكبدتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان بلغت تريليون و256 مليار و880 مليون و142 ألف و376 دولار أميركي".

وكان الرئيس الأميركي بارك اوباما اكد في 21 تشرين الاول 2011 أن قوات بلاده الموجودة في الأراضي العراقية ستكون في الولايات المتحدة خلال أعياد نهاية السنة، مشدداً على أن واشنطن ستدعم العراق بكافة المجالات.

وسبق أن اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي، في 30 آب الماضي، أن اتفاقية سحب القوات الأميركية ستنفذ في موعدها المحدد نهاية العام الحالي، كما لن تكون هناك أي قاعدة للقوات الأميركية في البلاد.

ووقع العراق والولايات المتحدة أيضاً، خلال عام 2008، اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية مع جمهورية العراق إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، تستند إلى تقليص عدد فرق إعادة الأعمار في المحافظات، فضلاً عن توفير مهمة مستدامة لحكم القانون بما فيه برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الأعمار.

يذكر ان الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 تنص على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام 2011 الحالي، بعد أن انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية، من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران 2009.