حالة « التورم عند البرد » .. لماذا تحدث؟
« التورم عند البرد » أو « الشرث » أو « القشف »
(chilblains) هي حالة مؤلمة تحدث عندما تستجيب
الأوعية الدموية للبرد، بشكل غير طبيعي.
ويتأثر بها الأشخاص المقيمون في مناطق الطقس
البارد الرطب أكثر من غيرهم، وذلك لأسباب لا تزال مجهولة،
وتعاني منها النساء أكثر من الرجال.
ويظهر « التورم عند البرد » بالدرجة الرئيسية في
أصابع اليد وفي أصابع القدم، والأنف، والوجنتين، والأذنين،
وهو يبدو على شكل بقع كبيرة وردية أو بنفسجية
اللون تكون متورمة ومثيرة للحكة.
وتظهر هذه البقع الكبيرة على الجلد المعرض
للبرد الذي تمت تدفئته بسرعة كبيرة،
مثل فرك الأيدي بقوة أمام المدفأة.
أسباب التورم
* ويبدو أن أسباب هذه الحالة ترجع إلى حدوث أضرار
في الأوعية الدموية الشعرية في الجلد،
إذ تنقبض هذه الشعيرات الدموية،
فعندما يتعرض الجلد للبرد فإنها تتضرر،
خصوصا لدى الأشخاص الحساسين.
وعندما تتم تدفئة الجلد مرة أخرى وبشكل سريع
فإن الدم يتسرب من هذه الشعيرات نحو الأنسجة المحيطة بها،
الأمر الذي يتسبب في حدوث الالتهاب.
وقد تزداد حساسية الإنسان نتيجة وجود خلل في
الدورة الدموية أو بسبب فقر الدم، التغيرات الهرمونية،
مشكلات في الأنسجة الضامة،
وعند الإصابة ببعض أمراض النخاع العظمي.
وإن كنت تعانين من تكرار حالة « التورم عند البرد »
المزمنة، فقد يوجهك طبيبك إلى إجراء فحوص
مختبرية للتحقق من انعدام أي أمراض في
أجهزة الجسم وأعضائه.
تخفيف الأعراض
* وبمقدورك تنفيذ عدد من الأمور للمساعدة
في تخفيف أعراض الحالة وتعجيل الشفاء، منها:
لا تفركي ولا تخدشي المناطق المتأثرة.
استخدمي المراهم السترويدية لتخفيف الحكة والتورم.
حافظي على نظافة مواقع البقع والتورم .
وإن كنت تشعرين بأن الجلد لديك قد تعرض للعدوى،
فعليك استشارة الطبيب بهدف العلاج.
وكما هو الحال مع الحالات الأخرى التي تحدث بسبب البرد،
فإن من المهم الحفاظ على رأسك، يديك،
وقدميك دافئة وجافة. وإن كنت من المدخنات
فعليك التوقف عن التدخين لأنه يضر بالدورة الدموية.
وقد يستفيد الأشخاص المعانون من تكرر حالة
« التورم عند البرد » من العلاج بعقار
«نيفيديبين» nifedipine، «أدالات» Adalat،
«نيفيدياك» Nifediac، «بروكارديا» Procardia، وما شابه،
وهو من حاصرات قنوات الكالسيوم
calcium - channel blocker
الذي يوسع الأوعية الدموية.
ومع هذا، ولأكثرية الناس كما يبدو،
فإن التهيؤ للطقس البارد وارتداء الملابس الدافئة،
سواء داخل المنزل أو خارجه، وذلك بما يناسب
للحفاظ على درجة حرارة الجسم،
هو إحدى وسائل الوقاية من الحالة.
وعندما يتعرض جلدك للبرد، فعليك تدفئته تدريجيا
باستخدام الماء الدافئ (وليس الساخن) مثلا،
من دون فركه أو الضرب عليه.
* طبيبة رئيسة تحرير رسالة هارفارد
« مراقبة صحة المرأة »، خدمات « تريبيون ميديا »