البكاء
إن علماء النفس والاخلاق لم يجدوا بين الصفات الإنسانية كلّها صفة أفضل وأشرف من الرحمة ورقة القلب على الآخرين، حتى أنّ بعض الفلاسفة عدل عن تعريف الإنسان بالحيوان النّاطق إلى انّه حيوان ذو عطف، وعليه فلا إنسانية مطلقاً بدون العطف على مصائب الآخرين وبدون الرّحمة والرّقة على نكبات المظلومين،
إذن البكاء على المظلومين والشهداء أمر طبيعي وعقلائي وظاهرة فطرية في مقابل قسوة القلب والغلظة وتحجر الضمير وهي أخطر الامراض النفسية المعبّر عنها بموت القلب.
ثم أن أصل البكاء مباح، بل ربما تستكشف محبوبيتها من بعض الآيات لأنه ينم عن رقة القلب كقوله تعالى :
(فليضحكوا قليلاً، وليبكوا كثيراً ، جزاءاً بما كانوا يكسبون)
البكاء وأثره في النفس
من الطبيعي ان يحبب الإسلام البكاء لأنه يحلّ العقد النفسية التي يعجز العلم معالجتها، لأن الأزمات والخسائر التي تصدم الإنسان، تترسب في قلبه على شكل عقد، لايحلها سوى الإنتقام ، ممن سبب له تلك النكبة،
وإذا الإسلام ديناً متسامحاً لا انتقامياً، واذا كان الإنسان جائزا في كثير من ألوان الانتقام التي يرغب فيها بطبيعته الحيوانية ، فتظافرت الاديان والقوانين على صدّه من ممارستها ،
ويوصي الاسلام بالبكاء حيث يحاول حل العقد النفسية قبل أن تترسب في النفوس ، وتعاني الكبت فتتحول الى حقد.
خواص البكاء الجسمية والروحية
1ـ تسكين صاحب الالم والمصيبة
2 ـ ازالة التكبر
3 ـ تهدئة الاعصاب والروح
4 ـ تطهير العين : ان الدمع بملوحته يسبب تطهير العين فينقذها حينئذٍ من امراض عديده ، حيث ان الدمع يحتوي على مادة تسمى بـ (ليوزيم) التي لها الدور الفعال في فناء البكتريا فتسبب تطهير العين.
5 ـ العلاقة الطبية بين عدم البكاء والابتلاء بقرحة المعدة : يعتقد اطباء علم النفس بأن هناك علاقة بين قرحة المعدة وعدم البكاء، فهناك وحسب رأيهم علاقة قريبة بين منشأ التقرح والعصبيه والضغط الروحي والاضطراب ، لذا فأن الاشخص سريعي الانزعاج والعصبية يكون لهم استعداد للأصابة بالتقرح وهذا المرض يكون بين الرجال اكثر منه بين النساء.
6 ـ التخفيف من تأثير الهموم وتقليل الضغط الروحي.
7 ـ ازالة الاضطراب
8 ـ أيجاد التعادل الفكري
9 ـ المنع من الابتلاء ببعض الامراض
ذكر الامام الصادق عليه السلام : انه توجد رطوبة في مخ الاطفال وانها اذا بقيت فسوف تسبب الآم وامراض كثيرة ( امراض عصبيه) وتسبب كذلك تلف العين ، وبالبكاء فأن هذه الرطوبة تزول ، فيؤدي البكاء الى سلامة العين والبدن .
10 ـ الحد من الأصابة بمرض سرطان العين :
ففي دموع العين أنزيم له اثر كبير في الحد والحيلولة دون الاصابة بالسرطان.
فضل البكاء على سيد الشهداء عليه السلام
جاء في كتاب بحار الانوار الجزء44 ، ص 292:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين عليه السلام فأنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ......................... لكنما عيني لأجلك باكية تبتل منكم كربلاء بدم ......................... ولا تبتل مني بالدموع الجاريه
بقلمي