الدباغ:القوات العراقية وصلت لمستوى يمكن الاعتماد عليه والتدريب سيحدد حسب الحاجة

اعتبرت الحكومة العراقية، الخميس، أن قواتها وصلت إلى مستوى يمكن الاعتماد عليه برغم التحديات، مؤكدة أن قضية المدربين ستحدد حسب حاجة تلك القوات وصفقات الأسلحة، مؤكدة أن موضوع الأقاليم وإقامتها أخذ شكلاً انفعالياً وليس نابعا من رغبات المواطنين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القوات العراقية تدربت ووصلت إلى مستوى يمكن الاعتماد عليه"، مبيناً أن "القوات العراقية أثبت أنها عند مستوى المسؤولية برغم حاجتها إلى تدريب ومعدات إضافية وهذا ما تعمل له الحكومة".

وأضاف الدباغ أن "المستوى الذي وصلت إليه قواتنا مطمئن وبشهادة الجميع"، موضحاً أن "قواتنا استطاعت أن تدحر قوى الإرهاب لكن مازال هناك خطر قائم فضلا عن قوى إرهابية ومجموعات تمارس العنف والجريمة بهدف الاعتداء على العراق"، وفقا لقوله.

ولفت الدباغ إلى أن "انسحاب القوات الأميركية سيدخل في ذاكرة التاريخ العراقي باعتبار أن العراق يكتنز الكثير من المشاكل واستطاع أن يخرج القوات الأجنبية ويلتزم المبادرة الأمنية وهو تحدي للعراق وللحكومة"، معتبراً أن "العراق استلم الملفات الأمنية تباعا منذ 2008 وبقيت منذ سنتين القوات الأميركية داخل معسكرات".

وأكد الدباغ أن "موضوع المدربين سيكون حسب حاجة القوات وهذا أمر فني تقدره مشتريات وصفقات السلاح التي يبرمها العراق مع أميركا أو دول أخرى"، مشيراً إلى أن "موضوع الحصانة انتهينا منه والجانب الأميركي تفهم الأمر".

وبشأن موضوع الأقاليم وما أعلنه مجلس محافظة ديالى من اعتبارها إقليماً، قال الدباغ إن "موضوع الأقاليم وإقامتها تأخذ شكلاً انفعالياً وليس رغبات المواطنين"، مضيفاً أن "الوضع في العراق أو في ديالى لا يتحمل أسباب خلاف إضافية".

وكان مجلس محافظة ديالى، صوت في (12 كانون الأول 2011)، بغالبية أعضائه على إعلان المحافظة إقليماً إدارياً واقتصادياً، كما وقع غالبية أعضائه طلباً رسمياً موجهاً إلى الحكومة المركزية بشأن القرار، فيما أكد نائب رئيس المجلس صادق الحسيني أن القرار اتخذ من دون موافقة هيئة الرئاسة، معتبراً أن الوقت الراهن "غير مناسب" لمثل هذا الإجراء.

ودعا الدباغ جميع السياسيين إلى أن "يحتكموا إلى رأي المواطن الذي لم يقل كلمته الفصل"، مشيراً إلى أن "الحكومة العراقية تلتزم بالدستور وأي طلب يقدم لها يستوفي الجانب الدستوري أتصور انه يقع ضمن مسؤوليتها".

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، قال اليوم الخميس (15 كانون الأول 2011)، خلال احتفالية بمناسبة الانسحاب الأميركي أقيم، في بغداد، إن مهمة العراق بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي هي إدارة أمنه بالشكل الحقيقي، وفيما اعتبر أن الوصول إلى عراق مستقر وذو سيادة، وهي نتيجة تضحيات الجنود الأميركيين، أشار إلى أن الجيش والشرطة العراقية لإنهاء أي تهديدات تنظيم القاعدة.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد، مساء أمس الأربعاء (14 كانون الأول 2011)، خلال استقباله جنود الفرقة الثانية والثمانين المجوقلة في الجيش الأميركي العائدين من العراق، وأسرهم في قاعدة فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية، أن مستقبل العراق سيكون في يد شعبه والحرب الأميركية فيه ستنتهي، مشيرا إلى أن حرب العراق تمثل نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات، لافتا في الوقت نفسه إلى "العمل الشاق والتضحيات" التي رأى أنها كانت ضرورية لتحقيق النجاح.

وتغلق القوات الأميركية اليوم مركزها الرئيسي في بغداد لتسدل بذلك الستار على تسعة أعوام من حرب لم تتوقف منذ اجتياح البلاد عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، ويمثل الاحتفال الذي سيقام اليوم لهذه المناسبة اليوم الفصل الأخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولايات المتحدة بان إسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين.

إلا أن القصة اتخذت منحى مختلفا عندما قتل عشرات آلاف العراقيين وأكثر من أربعة آلاف جندي أميركي بعدما عبدت القوات الأميركية الطريق أمام تمرد مسلح اثر حل الجيش العراقي السابق خصوصا، وفشلت في منع حرب أهلية دامية بين السنة والشيعة.

وأعاد الأميركيون بناء الجيش من الصفر وكذلك الشرطة ومؤسسات الدولة وأطلقوا من جديد الاقتصاد الذي يقوم على الاستهلاك وذلك من خلال استيراد السيارات والأجهزة المنزلية، مع الفشل في تامين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة.

إلا أن الأميركيين نجحوا بعد العام 2007 وخصوصا في 2008، في تغيير مسار الحرب التي كانوا يخسرونها، من خلال إرسال 170 ألف جندي على الأرض بهدف شل تحركات المتمردين، والاستعانة بزعماء العشائر السنة الذين انقلبوا على تنظيم القاعدة.

ويغادر الجنود الأميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين خلفهم 900 ألف رجل امن عراقي يبدون جاهزين للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا إنهم يعجزون عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون، فضلا عن مخاوف إضافية بان العراق يمكن أن يتأثر بقوى إقليمية مثل إيران، التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة.

وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 على تدريب وتجهيز القوات العراقية قبل أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام 2011 الحالي، وقد انسحبت القوات المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران 2009، في وقت يؤكد الجيش الأميركي في العراق أنه لم يعد له سوى اقل من سبعة آلاف جندي.

ومن المتوقع أن تستمر علاقة العراق والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة ضمن ما يعرف (اتفاقية الإطار الإستراتيجية) والتي تنص على التبادل والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والأمنية.

» العراق يتسلم آخر قاعدة عسكرية من القوات الأمريكية في الناصرية
» العباس عليه السلام
» مماطلة القائمة العراقية
» هروي اعضاء من القائمة العراقية
» قول الامام الحسين عليه السلام