(( حذاري من : ذبح مفهوم الدولة العراقية وتشييّع المواطنة الى مثواها الأخير !! ))

انقل اليكم الجزء الاخير من مقال طويل نوعا ما ...اسمه

(( حذاري من : ذبح مفهوم الدولة العراقية وتشييّع المواطنة الى مثواها الأخير !! ))

إن الدرس السياسي من نموذج العراق اليوم يفضي إلى القول بأن الفوضى أسوأ من الطغيان

والدين لم يصبح متطرفا وثوريا في العراق إلا عندما أصبح يوظف لخدمة السياسة والشخصيات النافذة في السلطة السياسية

حيث تنزع السلطات الدينية الكثيرة إلى تقديس الآراء الظرفية... والمواقف المحلية للسياسيين .. واحترام التصورات والمواقف الآنية إلى حد الوقوف في وجه أي تطور ايجابي في المسار السياسي ..

حيث أن الاتجاه البراغماتي النفعي لكلا السلطتين((السياسية والدينية )) أصبح يعكس حقيقة مرة لم يكتشفها الشارع العراقي بعد تتلخص في أن (( المنفعة المادية أصبحت هي المقياس لكل شيء بما في ذلك الدين والروابط الاجتماعية.. والقيم .. والأفكار.. والمبادئ الأخلاقية في العراق اليوم ))

وبدورنا فإن ما نعول عليه لإنقاذ العراق من مأزقه هذا هو الوعي الجماهيري لدى العراقيين بالأبعاد الحيوية لدولة المؤسسات التي تفصل المؤسسة الدينية عن التأثير في المؤسسة السياسية

حيث أن قيامها بدورها المفترض هو الذي سيمكن الشعب من التحرر من التبعية للخارج أولا

والانسجام بين أطياف الداخل بدلا من الانقسام ثانيا

كما ان التمييز بين الثوابت (الأصول) التي لا يجوز تجديدها أو تعديلها في الدين الاسلامي ... وبين المتغيرات التي لا يسري عليها ذات الحكم

دون أن يدفعنا ذلك إلى الحديث عن تسييس الدين أو (تديين) السياسة ...ويدعونا إلى ابتكار البدائل الأخرى عن تلك المتغيرات

خاصة ما يراه البعض في المجال السياسي سوف يسعى تطبيقه ... أو على الأقل تشريعة كمادة في الدستور ... إلى معالجة كثير من الاشكاليات التي يواجهها العراقيون

إن الوعي الحضاري للجماهير في دولة المؤسسات سوف يفضي بطبيعة الحال إلى تأسيس مفهوم ثقافي وطني محلي قادر على الابداع.. ويمتلك المرونه للإندراج في ثقافة عالمية بالمعنى التعددي للحضارة

المشكلة الأخطر في المجتمع العراقي اليوم تتلخص في أن البنية الفئوية أصبحت ذات استقلالية حاسمة يؤسس من خلالها لمستقبل غامض تتصارع فيه الثقافات والطوائف والأديان والاثنيات بدلا من تحاورها

في خطوة خطيرة من خطوات مشروع تقسيم العراق

فهناك طرفان يحكمان العراق وللسنة التاسعة وهما (الإسلام السياسي + القومي الشوفيني) وكلاهما لا يفصحان عن أستراتيجياتهما السرية في العراق

فراح أحدهما يساند الآخر عند الشدائد والمحن

ومن خلال أصطلاحات خطيرة غلفوها ويغلفوها بثوب الديمقراطية ...ففرضوها ويفرضوها على العراقيين... ولأن أحدهما يكمل الثاني في تمييع العراق وعروبته

وصولا الى تمييع وأندثار المفهوم الوطني في العراق... وعندما يندثر المفهوم الوطني وتشيّع المواطنة الى مثواها الأخير

حينها يخرج كل طرف سكينه الذي يضعه تحت ملابسه ليبدأ بتقسيم جثة العراق !

حقيقة مهمة لا يجب نسيانها

إن رؤية البعث العربي القومي يقابلها اليوم رؤية الانبعاث الاسلامي للتحديث السياسي والاجتماعي للمجتمعات العربية والثورة على واقع التخلف والاستبداد والانهيار

ورغم اختلاف شروط التقدم لدى الرؤيتين ... من النقيض إلى النقيض ... فإن كلا الرؤيتين يمكن وصفهما بأنهما أندفاع مفاجئ إلى الخلف في مواجهة التغيير . .!

» مفهوم الحزب السياسي
» مفهوم الليبرالية السياسية
» مماطلة القائمة العراقية
» هروي اعضاء من القائمة العراقية
» تسليم قاعدة ايكو للقوات العراقية