«قف ايها الزمن: ما أجملك..!!»

هذا الزمن الجميل الذي نبحث عنه، والذي نريد أن نتشبث به أضحى نادراً كالكبريت
الأحمر..!

هذا الزمن البهي متى تقبض عليه بتلابيب قلبك فلا تدعه يفر من بين يديك.

هذا الزمن الأخضر
كغصن شجرة ينعدم في هذا الزمان المتخشب!

هذا الزمن
هو الذي عناه الشاعر عندما قال:

«تمضي السنون بروقاً إن حوت فرحاً»

لكن هذا الزمن الذي
تمضي سنونه برقاً..!

لا
يأتي..!

وكيف يأتي في هذا الزمن
الشاحب الألوان الشحيح الأفراح..!

هذا الزمن الذي كنا
- ولا تسل كيف كنا - نعيشه أطفالاً لا نعرف الدنيا تدور بأهلها أولا تدور.

كان الفرح يتدفق كشلال ويتألق كشعاع.

أما الآن فقد أصبحت أخبار المآسي فيه
أكثر من أشجان يتيم فقد حنان الأم ويتلظى على نار الأب..!

«قف ايها الزمن ما
أجملك..!»

كنا نغرِّد به عندما كانت الأفراح
كرمال الصحراء..!

ومع كل ذلك أقول:

«قف ايها الزمن ما
أجملك..!»

وإن بقيت حلم نداء نرتئيه ولا نراه
نتوق إليه

ولا نلتقي به، نتوقعه ولا ننتشي
بإيقاعه..!
ماذا افعل

هل امسك بطرف ثوبك كطفل واجهش
بالبكاء ؟
هل اتحدث اليك لساعات لاقنعك انني لن
اقدر بعد اليوم ان اعيش بدونك .. وان الزمن بعدك لا يقاس بالساعات و لا بالايام ..
وانني ادمنتك ؟

كيف اقنعك انني
اصبحت عبدا لصوتك .. عبدا لضحكتك .. لحروفك .. لحضورك .. لتناقضك التلقائي في كل
شيء وفي كل لحظة ؟

دعني اتزوود منك لسنوات الصقيع ..
دعني اخبئ رأسي في صدرك.. اختبئ طفلا طالبا للحنان في حضنك
.

عاشق اليك انا .. عمر من الظمأ
والانتظار .. عمر من العقد والحواجز والتناقضات .. عمر من الرغبة والخجل .. .. عمر
من الارتباك والنفاق .
على شفتيك رحت الملم شتات عمري .. في
نظرة منك اجتمعت كل اضدادي وتناقضاتي .. واستيقظت المراءة التي قتلتها طويلا
.

على حبك ولدت ومت في وقت واحد
.

لا ادري .. كل الذي ادريه انك كنت لي
.. وانني كنت اريد ان اصرخ حينها (( قف ايها الزمن .. ما اجملك ))
.
منقول

» الا يا حكايا الزمن
» ارحل ايها الحزن